top of page

أثر المصطلحات الإسلامية في تقويم وعلاج الاضطرابات النّفسيّة

إنّ صلة المسلم عمومًا والأخصائي النفسي خصوصًا بدينه ليست طقوسًا يؤديها في محراب المسجد فقط؛ بل هي حياة كاملة متعددة المحاريب، فهو في محراب العلم يعبد الله تعالى، ويفهم مشكلات عباده وفق مراده، ويساعدهم فيها وفق محاريبه تلك، وبالتالي يأتي ذلك منسجمًا مع هويته، فليس هناك فصام نكد بين العلم والدّين ولا بين المصلحة ومحاريب العبادة.

ولذا لا يحسن إهمال المفاهيم والأسماء الإسلامية في كافة تعاطينا مع العلوم ومع مصطلحاتها بالذات.

وأتذكر هنا مقولة أستاذنا الكبير البروفيسور مالك بدري -رحمه الله- في حديثه لبعض الأخصائيين النفسيين: "إنكم مسلمون أولاً قبل أن تكونوا مختصين في العلوم النفسية!" ومثل هذه المُسَلَّمة من هذا العَالِم يليق بها أن تأخذ محلّها من الاهتمام، فنحن قبل أن نتلقى المصطلح الغربي والتصنيف الدوري للاضطرابات النفسية ينبغي أن لا نتفهمها بعيدًا عن وعينا الحضاري بماهيتنا وهويتنا وحينها سنمارس توازنًا يمكننا من الإفادة من تلك المخرجات الغربية باتزان بدون أن (ننزع ملابسنا المميزة لنا قبل أن ننزل إلى النهر!).

وذلك إيمانًا بأن المصطلح له شأن خطير في كل العلوم، وهو حقيق بعدم التنازل فيه عن هويتنا وشخصيتنا الحضارية لأنه مفتاح كل علم وأسه الذي يدور حوله، ولذا قال عنه علماء السوفييت (الاصطلاح هو علم العلوم) ([i])

وفي سياقنا هنا نجد أنّ بعض الاضطرابات النفسية يحصل في أسمائها نوع اشتراك من حيث يستعملها أهل الاختصاص لكنها في الوقت نفسه هي اسم إسلامي واصطلاح قرآني.

ولذلك لابد من إعادة النظر في هذا القدر من الاشتراك فحين يكون الاسمان يطلقان على علة نفسيّةٍ واحدةٍ كما هو في مثل (الوسواس) فلا يمكن إهمال الحقيقة والحد الديني الشرعي في تفهم الاضطراب وعلاجه.

وكذلك لابد من التأمل في الاسم والاصطلاح في العلوم النفسية حين يكون منقولاً بطريق الخطأ في الوضع اللغوي العربي وتكون لترجمته الصحيحة التقاء بالأسماء الإسلامية والاصطلاحات الشرعية فإنه لابد من التوقف عندها.

وأنت تجد أن الاضطراب النفسي حين يكون له اصطلاح شرعي ديني يسهل على الأخصائي المسلم تفهم الاضطراب واستيعابه وبالتالي تفهم إحسان إرشادها وعلاجها؛ لأنه يتصل بمفاهيم إسلامية أصيلة.


تسمية الله تعالى للأشياء

من المُسلم به أنّ الله تعالى خالقُ الأشياءِ كلِّها، وأنه هو الذي خلق البشر وجعلهم من ذرية أبيهم آدم، الذي علمه الله تعالى أسماءَ كلِّ شيء، فإن أسماء الأشياء إن كانت من تعليم الله تعالى، أو من وضع العرب أيما يكن فالكل خلق الله تعالى حيث يقول سبحانه {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)}[الصافات: 96].

ثم إن الوحي جاء بتشريعات نظمت حياة النّاس في الدّنيا، وسمّت كلَّ علاقاتِ البشرِ فيما بينهم بتسمياتٍ خاصةٍ تعرفها العَرب في لغاتها، وربط الوحي أحكامه وتصريفاته بتلك المسميات.

فالوحي سمى المصاب بالمرض مريضًا {وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ}[النور: 61] والوحي سمى العلاقة بين الذكر والأنثى المرتبطين بعقد شرعي زوجان {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ} [النساء: 12] وقال لنبيه صلى الله عليه مسلم: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37]، والوحي سمى العلاقة بينهما نكاحًا فقال {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 3]. والوحي سمى المرض النفسي المعنوي مرضًا {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [البقرة: 10]، وسمى المرض الحسي مرضًا { لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأعْرَجِ حَرَجٌ}[النور: 61]

وسمى كل ما يقع بين النّاس في علاقاتهم من حيث البيع والشراء، والنكاح والطلاق، والشجار والتراضي، والعداوة والمحبة، والسلم والحرب، والقضاء والتقاضي؛ وشرع على ضوء تلك الأسماء أحكامًا تنسجم وتلك الأسماء.

وحين نستسلم للمصطلح الوافد لنفهم به ذاتنا ونفهم به علاقاتنا ببعضنا نكون قد نظرنا لأنفسنا بنظارة ليست هي نظارة ذاتنا وبالتالي سيكون الفهم مغلوطًا والنتيجة بالتالي في الفهم والعلاج غير دقيقة .. وكل المشكلة عائدة لانزياح مفاهيم من ثقافة لأخرى؛ يقول الدكتور عبد الله إبراهيم عن مثل هذا الانزياح للمفهوم الغربي على الاصطلاحات المستخدمة في علومنا؛ أن ذلك يبين= (الخضوع لحاجات التلقي والاتصال بالثقافات الأخرى؛إذ يدخل (الآخر) مؤثرًا في إضفاء دلالات أخرى للمصطلح، أو مُخَلْخِلاً الدّلالة القارة له...وتهيمن الثقافةُ الغربيةُ التي هي مظهر من مظاهر "المركزية الغربية" على آليةِ عمل المصطلحاتِ في الثقافة العربية الحديثة، وتزيح كثيرًا من دلالاتها، عما كانت تشكلت على وفقه في الأصل)([ii])

وهذا بحد ذاته يقودنا للحديث عن الإشكال المصطلحي في العلوم النفسية المعاصرة.

الإشكال المصطلحي

يقول أبو عثمان الجاحظ قديمًا في كتابه الحيوان عن قضية المصطلحات وكونها من خصائص كل أمة، إذ لكل أمة ألفاظها وكلماتها ومصطلحاتها فقال: (ولكلِّ قَوْمٍ ألفاظٌ) ([iii]) وقال في تقرير أن لكل علم مصطلحاته: (ولكل صناعةٍ ألفاطٌ قد حَصلت لأهلها)([iv]).

ومن الطبيعي أن يقودنا ذلك التنبيه من هذا الإمام إلى ضَرورةِ حفاظ كل أمة على كلماتها وألفاظها وهو تنبيه لقضية الانزياح المشار إليها سابقا.

وفي السياق ذاته نجد رائد علم المصطلحية الفاسي المغربي أ.د. الشاهد البوشيخي يقول عن الإشكال المصطلحي إنه (إشكال عظيم لا يقدره قدره إلا الراسخون في العلم. وقد كان هم النّبوات، مذ آدم عليه السلام، تسمية الأشياء بأسمائها، وضبط كلمات الله عز وجل لكيلا يعتريها تبديل أو تغيير. والدين، مذ كان، تعريف، وتثبيت لمفاهيم المصطلحات الأساسية التي يقوم عليها التصور الصحيح للكون والحياة والإنسان. ولو أنّ بني آدم أقاموا المصطلحات وأتموا الكلمات، ولم يغيروا خلق الله، ودين الله، لما احتاجوا إلى كل هؤلاء الرسل، والأنبياء، والصديقين، والشهداء، لردهم ردًا إلى الفطرة وإعادتهم، بعد أن عبثوا بالأسماء، إلى حاق الأسماء.

والأمة اليوم وهي على عتبة تجديد النطق بالشهادتين، تعاني من أمر المصطلح ماتعاني:

تعاني من أمر المصطلح الأصل، الذي به قامت، وعليه قامت، وله قامت... مصطلح القرآن والسنة البيان؛ لا تفهمه حق الفهم، ولا تقوم ...كما ينبغي.

وتعاني من أمر المصطلح الفرع، الذي يمثل خلاصة تفاعلها الحضاري مع التاريخ وفي التاريخ، المصطلح الذي يمثل كسبها وإسهامها الحضاري في مختلف المجالات: مصطلح العلوم والفنون والصناعات؛ لا تعلمه حق العلم ولا توظفه حق التوظيف.

وتعاني من أمر المصطلح الوافد، الذي يمثل فيضان الغرب وطوفانه الذي أغرق أغلب أجزاء الأمة، لا سيما في العلوم المادية والإنسانية، نتيجة هبوطها وارتفاعه. ولا عجب أن يغرق البحر ما انخفض عن سطحه، ولكن العجب من حسن الاستقبال؛ إذ الاهتمام بالمسألة المصطلحية اليوم، حيثما كان في أمتنا، قد ولي وجهه، كلية أو كاد شطر المصطلح الوافد، لا تشذ - أو لاتكاد تشذ – عن ذلك مؤسسة أو فرد من مجامع إلى جامعات، ومن معاهد ومراكز إلى لجن ومنظمات، كلها تتسابق، بتنسيق أو بدن تنسيق، "متنافسة" في تلقي المصطلح الوافد.

ومن رجالها من يستقبله استقبال الفاتح المنقذ، بقلبه وقالبه، معنى ومبنى.

ومن رجالها من يلبسه الزي العربي كيفما كان؛ لاعتبارات شتى، دون أي مس لمفهومه.

ومن رجالها – وهم القلة النادرة – من يوقفونه في حدود الأمة الحضارية للسؤال، والتثبت من الهوية، وحسن النية، ودرجة النفع، وقد يتعقبونه في مختلف المجالات والتخصصات التي قد يكون عشعش فيها، أو باض وفرخ بغير حق.

فالإشكال المصطلحي في الأمة اليوم عميق، وخطير، ودقيق؛ لأنه يتعلق ماضيًا بفهم الذات، وحاضرا بخطاب الذات، ومستقبلا ببناء الذات. ([v])

ولك أن تسأل متى بدأ هذا المد المصطلحي الغربي الذي بات ينزاح على مفاهيم إدراكنا لذواتنا وعلاجنا لأنفسنا فأقول:

يرى بعضهم أن مشكلة المصطلحات بدأت في أواخر القرن التاسع عشر؛ حين استطاعت المراكز البحثية الغربية أن تلقي كثيرًا من نتاجها للعالم الثالث فتلقاه بالترجمة والنقل، ويرى الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أنّ ذلك صحبه إشكاليات في نقل المصطلحات وإيجاد المقابل العربي لها وكانت تلك السلسلة بدأت بعدد ثمان (8) مصطلحات، ثم تطور الأمر إلى أن وصل إلى مائة (100) مصطلح كما نقل الدكتور النملة عن محمد حسين المرصفي عن كتابه الوسيلة الأدبية([vi]).

لكن الأمر بات يستعصي على الحصر بعد ذلك في حق العلوم الإنسانية والاجتماعية لعظم كثرة الوارد علينا في مصطلحات الاضطرابات النفسية وغيرها.


اصطلاحات الاضطرابات النفسية بين الأصالة والنقل

كثيرًا ما تتابع الأوساط العلمية النفسية التصنيفات والمصطلحات والتسميات للاضطرابات النفسية المختلفة القادمة من الغرب، وهو مثاقفة حتمية بين الأمم والحضارات.. ولكنّ ذلك هو نصف الطريق، إذ من اللائق بنا أن يسبق ذلك وضعَ قواعد لهذا التلقي، حتى لا يفسد فهمنا لذواتنا، ولا يتعارض مع هويتنا الحضارية المتعينة، أو على الأقل أن نعيد النظر في هذا الذي تلقيناه مادام فاتنا ذلك أولاً.

ويعجنبي هنا الاستشهاد بقيل العلامة الشاهد البوشيخي حفظه الله تعالى حيث يقول عن المصطلح في العلوم الإنسانية: إنّه يجب أن تَقِفْهُ الجمارك عند الاستقبال في حدود الأمة الحضارية للسؤال، والتثبت من حسن النية ودرجة النفع والملاءمة للهوية ... ذلك أن المصطلح الوافد في العلوم المادية برئ حتى تثبت إدانته، والمصطلح الوافد في العلوم الإنسانية ظنين حتى تثبت براءته... والمصطلح التراثي في هذا الشأن له الأسبقية والأولوية على غيره متى وجد([vii]).

ومن هنا نعلم أن تلقي المصطلح في أي علم ليس قضية عادية بل هو مسألة جوهرية مؤثرة ولذا نجد أن فهم الاضطراب النفسي وتشخيصه وبالتالي علاجه ذو صلة غير قليلة بالمصطلح وماهيته التي يحملها

المصطلحات النفسية والتراث الإسلامي

التراث ذخيرة الأمة المسلمة وقاعدتها التي هي قوة الذات ومستودعها الثر، والمصطلحات التي نتناولها في علومنا النفسية ذات صلة بالتراث بل هي متجذرة فيه وأخذنا لها من تراث الأمة لا من خارجها هو الأصل أو حتى فهمنا لما ينقل من خارج الذات على ضوئها؛ غير أنّ الاستفادة من المصطلح التراثي تكتنفه مبادئ مهمة، وعنها يتحدث العلامة البوشيخي في رسالته "نظرات في تعريب العلوم الصحيّة وأهميته في المصطلح الصحي في التراث" فيقول: شروط الاستفادة من المصطلح الصحي في التراث ثلاثة هي:

1- شرط العلم بوجوده: ... وذلك يقتضي أول ما يقتضي الإعداد الشامل للنص، والتكشيف الشامل للمصطلح..

2- شرط الفهم للمراد منه: وذلك يقتضي دراسته وفق منهج الدراسات المصطلحية لتتبين المراد منه بدقة..

3- شرط إعماله وعدم إهماله: وهذه هذه؛ لأننا لو راكمنا ما راكمنا من الانجازات في هذا المجال... ثم لم يصحب ذلك استعمال لتلك المصطلحات فإننا نكون كما قال الله تعالى: {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ } [الرعد: 14] ([viii]).

تأثر فهم وعلاج الاضطرابات النفسية بالمصطلحات والأسماء

يقول الدكتور أحمد النابلسي: يجمع العاملون في تطبيق العلوم الإنسانية على ضرورة تعديل مناهج هذه العلوم بما يتوافق مع الوقائع الإنسانية الثقافية([ix]).

والأنساق الثقافية لكل أمةٍ ومجتمعٍ حاضرةٌ في كل مكان، فلم لا تكون حاضرة مع المسلم كذلك!

وفي سياق مشابه يقول الدكتور علي كمال: إن الأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية، وفي مقدمتها الفصام، تتعلق بأداة الفكر وتوازنه واختلاله ومن طبيعة الفكر أن تكون اللغة هي الأداة الرئيسية والصادقة للتعبير عنه سواء في حالة التوازن أو الاختلال. وهذا الواقع يحتم ضرورة الرجوع إلى لغة الفرد وتعابيره لفهم حالته العقلية وتقرير صحته من خلله... وباعتراف العلماء الغربيين فإن أول تصنيف للأمراض العقلية هو تصنيف العلماء العرب الأوائل([x]).

وها هم كثيرون من المختصين يثبتون أنه: من المؤكد أن الاضطراب النفسي على أنواعه يتصاحب مع الاضطراب اللغوي.. فكيف يستطيع الاختصاصي التعمق في دراسة هذه الحالات إذا هو لم يدرس اضطرابات اللغة العربية لدى المرضى العقليين المتكلمين بالعربية([xi])..


خطران في عدم تصحيح المصطلحات في العلوم النفسية

حين نتلقى العلوم النفسية الغربية بغير تصحيح لمصطلحاتها وفق قيمنا الحضارية المتعينة نقع في مشكلتين خطيرتين وقع فيهما الفكر الغربي نفسه فنكون امتدادا لأخطائه بقصد أو بغير قصد!! ويتمثل ذلك فيما يلي:

الخطر الأول: خطأ نزع القيمة من العلوم

دعا غير واحد من العلماء–حتى- في العلوم التطبيقية بأنّه يجب أن تتم عملية النقل عن الآخر بنوع من التأمل والحذر لأن العلوم الغربية نجحت في تحييد القيمة عن العلم (فالعلم – حسب تصور هؤلاء – منفصل عن القمية (بالإنجليزية: فاليوفري value-free)([xii])

ونزع القيمة في العلوم الطبيعية التطبيقية مع خطورته لن يكون بخطورة نزعها من العلوم الإنسانية، ولما نحا الفكر الغربي لوحدة العلوم لم يكن بد من المصير إلى ذلك وهذا ما دعا جيمس هنت مؤسس جمعية لندن الأنثروبولوجية للقول: بأنّ الطريقة الوحيدة لجعل علم الأنثرو بولوجية أكثر حيادية هو تحريره من القيم الأخلاقية الإنسانية([xiii]).

وبالفعل نجحوا في نزع القيمة عن العلوم حتى تستجيب لاتجاهات الحداثة الغربية وتنسجم معها؛

فما هو موقفنا نحن إذًا والحالة هذه!!

نعم ماهو موقفنا إذا علمنا أنّ الفكر الغربي جاء في نظرته عن الإنسان بما هو عار عن أي قيمة دينية – أي دين – وبالتالي فهو عري عن أي قيمة عليا إلا تلك التي تنتهك الإنسان ذاته.. يقول الدكتور محمد الفقيه عن الفكر الغربي في هذا الصدد: "أقصى الفكر الغربي الدين من الحسبان باعتباره مصدرا للقيم... – ويقول – إن التجربة الغربية تؤكد لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو بصير أنه يتعذر تأسيس علوم اجتماعية تخدم الإنسان حقا دون إحياء المعنى القرآني.." ([xiv])

ولعل أسهل مثال على استخدام مصطلحات منزوعة القيمة استخدامنا لمصطلح جنس وفق مفهوم (sex) وعدم التنبه للترجمة المسطحة ذات البعد المادي الواحد التي ينزع عنها اللون والطعم، بحيث لا ترتبط بأي قيمة إنسانية يجعلنا يمكن أن نصل مستقبلا لما وصل إليه الفكر الغربي في اعتداد (بعض الاضطرابات الجنسية – الشذوذ الجنسي-) أمرًا عاديًا، يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري: حيث ينقل عن بعض الأطباء الغربيين تقريره بأنّ الشذوذ حالة طبيعية؛ لأن له أصولاً بيولوجية، والشاذ جنسيًا ليس مسئولاً عن شذوذه، فهذا يقابل بالترحاب لأنه حوَّل الشذوذ إلى حالة نهائية طبيعية. وقد أعيد تصنيف الشذوذ الجنسي في المحافل العلمية الغربية باعتباره شيئًا طبيعيًا عاديًا. ([xv])

الخطر الثاني: استخدام المصطلح لنزع القداسة عن الإنسان

لا أتوقع أن نختلف في أنّ الإباحية الغربية هي جزء من هجوم الفكر الغربي على الطبيعة البشرية وعلى قداسة الإنسان ومحاولة تفكيكه.

وعن هذا يقول المسيري –رحمه الله- إنّه "قد قامت الرؤية العلمانية الإمبريالية بتطبيع الإنسان، أي رأته كائنا طبيعيا ماديا بسيطًا وحسب، ونظرت إليه باعتباره مادة نسبية صرفة لا قداسة لها.

والإباحية هي تعبير عن الاتجاه نفسه، فتجريد جسد الإنسان من ملابسه هو نوع من نزع القداسة عنه حتى يتحول الإنسان، خليفة الله في الأرض في الرؤية الدينية، ومركز الكون في الرؤى الإنسانية =إلى مجرد لحم يوظف ويستغل بحيث يصبح مصدرًا للذة. ([xvi])

ومن هذه التوطئة اليسيرة نقف هنا مع نموذجين من الاضطرابات النفسية ذات العلاقة بموضوعنا وهما:

الأنموذج الأول: أنموذج لاضطرابات نفسية مشتركة الأسماء والاصطلاحات بين المصطلحات الإسلامية والنفسية المعاصرة.

الأنموذج الثاني: أنموذج لاضطرابات نفسية مشتركة بعد تصحيح الترجمة.


الأنموذج الأول: نماذج لاضطرابات نفسية مشتركة المصطلح

الأرق

Nonorganic Insomnia


يقول ابن الأثير في (الأرق) هو السهر، رجل أرق إذا سهر لِعِلَّة فإن كان السَّهر من عادته قيل أُرُق بضم الهمزة والراء([xvii]).

قال السندي : الأرق بفتحتين السهر باللّيل وهو أن يضطرب على الفراش ولا يأخذه النّوم([xviii]). والإمام الرازي نقل عن بعضهم قوله عن الأرق: والأرقُ والسهر يوجبان الضعف والكلال ، والنّوم يفيد عود القوة والنشاط واشتداد القوة([xix])

والعلوم النفسية المعاصرة اليوم ترى الأرق أنه: عدم القدرة على الدخول في النّوم .. أو عدم القدرة على أن ننام المدة التي نعتقد أنه ينبغي أن ننامها . أو حدوث تقطع متكرر في النوم أثناء الليل. وفي الحقيقة فإنّ الأرق ظاهرة شائعة جدًا في أوروبا وأمريكا، وقد كتبت عنها الكتب والمقالات ، يقول الدكتور إيفريث في مقال نشرته مجلة American Journal of Medicine: إنّ مشكلة الأرق هي من أكثر الشكايات شيوعًا في عيادات الأطباء في أمريكا .. فثلث الناس يشكو من إحدى مشاكل النّوم ولهذا تجد المنومات من أكثر الأدوية استعمالاً بين النّاس هناك .

وحول انتشار استعمال المنومات في أمريكا كتب البروفيسور ديلي في المجلة الطبية Primary Care يقول: إنّ نسبة المصابين بأرق شديد في أمريكا تزداد من 9 % عند الشباب إلى أكثر من 35 % عند المسنين .

ويكاد المرء يُصاب بالذّهول حينما يقرأ ما يقول البروفيسور ديلي في نفس المقال: " يجب عدم الإقلال من أهمية مشاكل النّوم في الولايات المتحدة ، فإن 40% من كل البالغين في أمريكا يستعملون المنومات بانتظام وإن المسنين هناك يستعملون 40 % من الحبوب المنومة !! ([xx])

تفهم المصطلح والعلاج وفق النموذج الإسلامي

اضطراب النّوم له تدابير إسلامية في النبوي قبل النّوم آدابًا وأذكارًا فالمسلم إذا أهمل الآداب قبل النّوم من إعداد المكان، ونفض الفراش، والوضوء وصلاة الوتر قبل النوم وتلاوة أذكار النّوم وتعاويذه هي من الأمور المؤثرة في حصول الأرق.. فهذا مما يوصف ولابد لمريض اضطراب الأرق، فمع التدخل العلاجي النفسي سواء بعقار طبي للنوم أو تدابير العلاج السلوكي المعرفي إلا أنه لا يمكننا في ثقافتنا الإسلامية إهمال تلك التدابير في الهدي النبوي المتعلقة بالأرق، ومن التدابير الإسلامية في هذا الشأن الآتي.

أولاً: الأذكار قبل النوم :

عن البراء بن عازب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى رجلا فقال « إذا أردت مضجعك فقل اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت . فإن متَّ متَّ على الفطرة. ([xxi])

ثانيًا: اتخاذ الحفظ الإلهي بالأذكار لأجل الأرق

وذلك بقول الأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل لأرق ودليل ذلك ما جاء عن محمد بن محمد بن يحيى بن حبان " أن خالد بن الوليد رضي الله عنه كان يؤرق ، أو أصابه أرق فشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يتعوذ عند منامه بكلمات الله التامة ... " ([xxii])

ثالثًا: اتخاذ السبب المادي لأجل الأرق

قالت عائشة أرق النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فقال « ليت رجلاً صالحًا من أصحابي يحرسني الليلة » . إذ سمعنا صوت السلاح قال: «من هذا» . قيل سعد يا رسول الله جئت أحرسك . فنام النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى سمعنا غطيطه) ([xxiii])

وقد يكون اتخاذ السبب المادي بتناول عقار طبي فيما لو كان سبب الأرق علة مرضية عضوية أو أيًا كان نوعها وبالتالي نكون قد أخذنا بالهدي النبوي.

وبهذا نعلم أنه لا يحسن أن نعرض عن هذا الهدي صفحًا ونحن نتعامل مع اضطرابات النّوم وقد تعامل معها الوحي بما يحقق ارتباط المريض بخالقه سبحانه وتعالى.. فهو وحده القادر على إطابة الحياة وتحسينها وكم عين حرمها الله تعالى لذة النّوم وكم من عينٍ أخرى تبيت في غطيط وسعادة.

الوسواس القهري

Obsessive Compulsive Disorder


مرض الوسواس القهري أحد أقدم الأمراض النّفسية التي يشكو منها الإنسان منذ القدم.. وكان يظن أنّه أقل الأمراض النّفسية شيوعًا ونسبة المرضى به حوالي 5 % من جملة مرضى العُصاب([xxiv])

وفي دراسة إحصائية حديثة تمت في خمس سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية كانت النتيجة أن هناك 300 شخص يعانون من هذا المرض لكل عشرة آلاف شخص، ومنذ ذلك الوقت توالت الإحصاءات في كثير من أنحاء العالم وأثبتت أنّه رابع مرض نفسي من حيث الانتشار([xxv])

يقول الدكتور أحمد عكاشة إنّ هذا العُصاب من أكثر الاضطرابات النّفسية ألما ومعاناة فقد وجد المؤلف في أحد أبحاثه أن نسبته بين المترددين على عيادة الطب النفسي بمستشفى جامعة عين شمس حوالي 2.6 % وهو حوالي 4 % من مجموع الاضطرابات العصابية، وتدل الأبحاث الحديثة على أنّ شيوعه بين مجموع الشعب يتجاوز توقعاتنا السابقة حوالي 2.5 % ([xxvi])

أثبت الباحث علي الدبيان في كتابه "الوسوسة وأحكامها في الفقه الإسلامي" سبق علماءِ الشريعةِ علماءَ النفس المعاصرين في إطلاق لفظ الوسواس القهري على هذه العلة المرضية بكل ألوانها حيث وجد أن الإمام محمد الرملي هو أول من سمى هذا العرض بهذا الاسم في كتابه نهاية المحتاج([xxvii])

أما كلمة "الوسواس" وحدها فهي لفظ عربي عتيق وقد جاء في الوحي المبين كما في قوله تعالى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)} [الناس: 4]. وقوله: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} [الناس: 5] ، وقوله : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ } [ق: 16].

وأما في السنة المطهرة:

فقد جاء في صحيح مسلم عن عروة بن الزبير في الوسوسة في الذات الإلهية: أن أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا وكذا ؟ حتى يقول له من خلق ربك ؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما من مولود إلا على قلبه الوسواس فإن ذكر الله خنس و إن غفل وسوس و هو قوله تعالى {الوسواس الخناس}([xxviii])

ومن هذه النصوص يتضح أيضا أنواع هذه الوساوس:

1- وساوس شيطانية

2- وساوس من النفس والهوى

يقول عنهما شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: إن ما كرهته نفسك لنفسك فمن الشيطان فاستعذ بالله منه، وما أحبته نفسك لنفسك فهو من نفسك فانهها عنه([xxix]) وهذا غالب تقسيم الفقهاء وإن كانوا يختلفون في تفسيراتها ولهم في ذلك تعريفات وتقسيمات أخرى دقيقة بين الوسواس والشك والوهم والتردد والفعل والترك وغير ذلك. ويحلوا لبعض المعاصرين([xxx]) تقسيم الوساوس إلى ثلاثة أنواع:

الأول: وساوس تدعو الإنسان لمحرم شرعا وهي غير مرضية.

الثاني: وساوس عابرة غير مرضية في شأن الصلاة والطهارة.

الثالث: وساوس قهرية مرضية وهي أفكار وحركات وخواطر.

وفي الحقيقة مع جودة هذا التقسيم إلا أنّ ذكر الله تعالى نافعٌ فيها جميعًا حتى تلك المرضية العضوية ولو احتاجت في أسوأ مراحلها للتدخل الجراحي شانها في ذلك شان كل مرض قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82] قال ابن القيم رحمه الله: القرآن شفاءٌ لما في الصدور يذهب لما يلقيه الشيطان فيها من الوساوس والشهوات والإرادات الفاسدة([xxxi])

وعقد رحمه الله فصلاً في مدارج السالكين يثبت فيه كون القرآن فيه شفاء النفوس والأبدان حيث قال: فصل في اشتمال الفاتحة على الشفاءين شفاء القلوب وشفاء الأبدان ([xxxii]).

ومع ذلك أيضًا فإنه وعلى أي تقسيم للطب النفسي المعاصر للوسواس القهري فإن هذه الوساوس أيا كان مصدرها الشيطان أو الوراثة أو الضغوط النفسية أو اضطرابات كهربائية أو كيميائية في مادة (السيروتينين) أو غير ذلك إلا أنّ هذا العرض ترتبط به نصوص في الوحي المبين وأحكام شرعية خاصة لا يمكن تجاوزها في تفهم المشكلة وعلاجها ومن ذلك ما يلي:

1- تعلق الوسواس بالذات الإلهية !

ومن ذلك: ما جاء في صحيح مسلم عن عروة بن الزبير في الوسوسة في الذات الإلهية: أن أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا وكذا ؟ حتى يقول له من خلق ربك ؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته قال النووي رحمه الله تعالى: (فليستعذ بالله ولينته) معناه إذا عرض له الوسواس فيلجأ إلى الله تعالى في دفع شره وليعرض عن الفكر في ذلك وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان وهو إنما يسعى بالفساد والإغراء فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها والله أعلم ) ([xxxiii])

وفي الحديث أيضًا عن عائشة رضي الله عنها أنّ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قال: " من وجد من هذا الوسواس فليقل آمنت بالله ورسوله ثلاثا فإن ذلك يذهب عنه" ([xxxiv]).

2- تعلق الوسواس بالطّهارة وأحكامها

ومن ذلك ما جاء في السنة: رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم بال ثم نضح فرجه([xxxv]) . وأخرج النسائي عن الحكم بن سفيان قال : «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا توضأ أخذ حَفْنَة من ماء ، فقال بها - هكذا وصَفَه شعْبَةُ - نَضَح بها فرجَه». وفي رواية قال : «رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ ونَضَحَ فرجه».

ومعنى الانتضاح في الحديث : رش الماء على الثوب ونحوه ، والمراد به : أن يرش على فرجه بعد الوضوء ماءً ليذهب عنه الوسواس الذي يعرض للإنسان : أنه قد خرج من ذكره بلل ، فإذا كان ذلك المكان نديًا ذهب ذلك الوسواس([xxxvi])

3- تعلق الوسواس بالصّلاة وصحتها

عن الحارث بن هشام عن أبيه : أن عمار بن ياسر صلى ركعتين فخففهما فقال له عبد الرحمن بن الحارث : يا أبا القطان أراك قد خففتهما قال : إني بادرت بهما الوسواس وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (إنّ الرجل ليصلي الصلاة ولعله لا يكون له منها إلا عشرها أو تسعها أو ثمنها أو سبعها أو سدسها) حتى أتى على العدد([xxxvii])

فهو أراد أن يبادر لإنهاء صلاته قبل أن يهجمه الوسواس فينقص أجرها.

ومن الإجراءات الواردة عن الوحي في أمر الوسوسة في الصلاة ما جاء عن أبى العلاء أن عثمان بن أبى العاص أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها على. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه و اتفل على يسارك ثلاثا ». قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عنى([xxxviii]).

وبالجملة في أمر الوسواس النفسي قد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم: إنّ الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم) ([xxxix])

والوسواس القهري له تعلق بالطلاق ووقوعه، تعلق الوسواس بولاية القضاء وصحته، وغيرها من المباحث الكثيرة جدًا..

وفي كل تلك المباحث نصوص من الوحي المبين أو بيان من الفقهاء علماء الشريعة في تحرير الحكم الشرعي المتعلق بها، مع ملاحظة أن الحكم الشرعي بالجواز والحل والإباحة والمنع ليس قوانين صماء لكنها تراتيب شرعية أرادها الله لأنها الأوفق لنفوس عباده، وهي أسد الأساليب لصلاح نفوسهم لتقوم بما فرض الله عليها، على الوجه الذي يرضيه، وبالتالي ليكرمها فيما بعد بجنات ونهر.




الخاتمة والتوصيات:

نخلص من هذه الورقات العجلى بما يلي:

- أهمية الإشكال المصطلحي وضرورة إعطائه حقه ومستحقه من العناية والاهتمام.

- أثر المصطلحات في تفهم وعلاج المشكلات والاضطرابات النفسية.

- أن المصطلح المشترك بين الوحي والدراسات النفسية المعاصرة ينبغي أن يكون الاسم الشرعي حاضرا في الفهم والعلاج.

- أن المصطلح الذي يكون مشتركًا بعد تصويب ترجمته ينبغي أن يعامل بتلك المعاملة السابقة.

ولذا توصي الدراسة بضرورة الازدياد من الجهود العلميّة في تحرير المصطلحات النفسية وفق مخزوننا التراثي الثر وإحضار ذاتنا الحضارية في العلوم الإنسانية على وجه الخصوص والله اعلم.



----- [i] الطارقي، عبد الله،1432هـ دعه فإنه مراهق، دار كنوز المعرفة، جدة المملكة العربية السعودية (ص60). [ii] إبراهيم، عبد الله، 2004، المطابقة والاختلاف، بحث في نقد المركزيات الثقافية، المؤسسة العربية للدراسات، بيروت لبنان،ص559 [iii] الجاحظ، عمرو بن بحر، 1416هـ الحيوان، دار الجيل، بيروت لبنان (3/366). [iv] الجاحظ، عمرو بن بحر، 1416هـ الحيوان، دار الجيل، بيروت لبنان (3/368). [v] البوشيخي، الشاهد،1422هـ، قول في المصطلح، مجلة دراسات مصطلحية، تصدر عن معهد الدراسات المصطلحية بجامعة سيدي محمد عبد الله بفاس،كلية الآداب والعلوم الاجتماعية. العدد الأول ص(5 – 6 ). [vi] النملة، علي إبراهيم،1431هـ، إشكالية المصطلح في الفكر العربي، بيسان، بيروت لبنان، ص49. [vii] انظر: البوشيخي، الشاهد بن محمد، 1423هـ، نظرات في المنهج والمصطلح (54-64). [viii] البوشيخي، الشاهد، 2008، نظرات في تعريب العلوم الصحية وأهميته في المصطلح الصحي في التراث، مبدع، فاس المغرب ص21. [ix] النابلسي، محمد أحمد، 2010، على طريق المدرسة العربية للعلوم النفسية، مجلة شبكة العلوم النفسية العربية، العدد27-28 صيف وخريف. ص232 [x] النابلسي، محمد أحمد، 2010، على طريق المدرسة العربية للعلوم النفسية، مجلة شبكة العلوم النفسية العربية، العدد27-28 صيف وخريف. ص232 [xi] النابلسي، محمد أحمد، 2010، على طريق المدرسة العربية للعلوم النفسية، مجلة شبكة العلوم النفسية العربية، العدد27-28 صيف وخريف. ص234 [xii] المسيري، عبد الوهاب،1423هـ، اللغة والمجاز، دار الشروق، القاهرة، مصر ص7 [xiii] المسيري، عبد الوهاب،1423هـ، الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، دار الفكر المعاصر ، بيروت لبنان ص185. [xiv] الفقيه، محمد،2007، العلوم الاجتماعية ومشكلة القيم، تأصيل الصلة، دار المعرفة، الرباط المملكة المغربية (319 -320). [xv] المسيري، عبد الوهاب،1423هـ، الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، دار الفكر المعاصر ، بيروت لبنان ص189. [xvi] المسيري، عبد الوهاب،1423هـ، الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، دار الفكر المعاصر ، بيروت لبنان ص79. [xvii] ابن الأثير النهاية في غريب الأثر(1/ 83). [xviii]حاشية السندي على ابن ماجه 6/ 470 [xix]تفسير الرازي 4/424] [xx]موسوعة البحوث والمقالات العلمية (2) [xxi] رواه البخاري 7/ 470] [xxii]قال الألباني رحمه الله الحديث أخرجه ابن السني ( رقم 736 ) ، واصل الحديث أخرجه أبو داود (2/239) و الحاكم (1/ 548) و أحمد (2/181) و جملة القول : أن الحديث حسن [السلسلة الصحيحة 1-9 (1/263). [xxiii]رواه البخاري( 8/ 452). [xxiv]الصحة النفسية والعلاج النفسي ص423 [xxv] صحيفة عكاظ السعودية العدد 11675 ص16 [xxvi]عكاشة، أحمد،الطب النفسي المعاصر ، الانجلو المصرية القاهرة مصر ص165). [xxvii]"نهاية المحتاج" (1/457). انظر: الدبيان علي بن راشد، الوسوسة، وأحكامها في الفقه الإسلامي،دار الأندلس الخضراء، جدة السعودية ص444). [xxviii] أخرجه الحاكم في مستدركه وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه قال الذهبي قي التلخيص : على شرط البخاري ومسلم انظر المستدرك على الصحيحين للحاكم مع تعليقات الذهبي في التلخيص 2/ 590] [xxix]مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام بن تيمية 17/529. [xxx] أعني البروفيسور الدكتور طارق الحبيب في كتابه مفاهيم خاطئة عن الطب النفسي. [xxxi]إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان(1/92) [xxxii]مدارج السالكين(1/52). [xxxiii] النووي، يحيى بن شرف الدين صحيح مسلم (1/ 119). [xxxiv]رواه ابن السني عن عائشة انظر كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال (1/ 24). [xxxv]صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (1/ 91). [xxxvi]انظر جامع الأصول في أحاديث الرسول (7/ 141). [xxxvii] رواه ابن حبان في صحيحه ( 5/ 210).. [xxxviii]رواه مسلم ( 7/ 20). [xxxix]رواه البخاري( 5/2020).

Comments


bottom of page